خبير تكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي يغير قواعد البحث التقليدي وتراجع استخدام جوجل عبر "سفاري"

أكد المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في طريقة المستخدمين للوصول إلى المعلومات، وذلك نتيجة التطور الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرًا إلى أن استخدام محركات البحث التقليدية مثل "جوجل" بدأ يتراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من خلال متصفح "سفاري" التابع لشركة أبل.
انخفاض بنسبة 15% في استخدام محركات البحث
أوضح الحارثي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "هذا الصباح" المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن نسبة الدخول إلى روابط نتائج محركات البحث التقليدية انخفضت بنسبة تصل إلى 15% خلال شهر أبريل الماضي، حسب تقارير صادرة عن شركة أبل، وأضاف أن هذا التراجع يعود إلى اعتماد المستخدمين بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، للحصول على إجابات مباشرة ومختصرة دون الحاجة لتصفح عشرات الروابط.

الذكاء الاصطناعي يغير تجربة المستخدم جذريًا
قال الحارثي: "تجربة البحث بالنسبة للمستخدمين تغيرت تمامًا، وأصبحوا يفضلون التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدم لهم إجابات فورية وشاملة دون عناء التنقل بين صفحات الإنترنت، وهذه الطفرة أحدثت تحولًا كبيرًا في سلوك المستخدم الرقمي."
وأشار إلى أن أدوات مثل ChatGPT أصبحت تستند في ردودها إلى مصادر متعددة من الإنترنت، لكنها تقدمها بشكل مباشر، مما يغني المستخدم عن البحث التقليدي.
شركات التكنولوجيا تستجيب بالمنافسة
أكد خبير أمن المعلومات أن شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت تستشعر حجم التغير، موضحًا أن مايكروسوفت استثمرت في OpenAI ودمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي في محرك بحثها "Bing" ومتصفح "Edge"، ما أتاح للمستخدمين التفاعل مباشرة مع محرك البحث صوتيًا أو نصيًا.
أما "جوجل"، فقد بدأت في إضافة ملخصات ذكية أعلى نتائج البحث، في محاولة لمواكبة التحول في سلوك المستخدمين.

محركات البحث التقليدية لم تنته بعد
رغم التحول الكبير، يرى الحارثي أن محركات البحث التقليدية لن تختفي قريبًا، قائلًا: "ما زالت محركات البحث تحتفظ بدور مهم، خصوصًا لمن يبحث عن مصدر موثوق أو يريد التحقق من معلومات علمية دقيقة، والذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنها تعتمد في الأساس على البيانات التي توفرها هذه المحركات."
وفي ختام حديثه، أكد محمد الحارثي أن مستقبل البحث الرقمي سيكون مزيجًا من التقنيات الذكية والأساليب التقليدية، مشيرًا إلى ضرورة أن تواكب المؤسسات والمستخدمون هذا التطور السريع في عالم الذكاء الاصطناعي.