تيك توك، روسيا تستخدم التطبيق لتجنيد الأجانب خلال حربها ضد أوكرانيا؟

قال أسيران صينيان إنهما تم تجنيدهما للقتال لصالح روسيا عبر مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك، مما أثار مخاوف بشأن الدعاية عبر الإنترنت التي تستهدف الأجانب.

حددت السلطات الأوكرانية مؤخرًا أكثر من 160 مواطنًا صينيًا يقاتلون لصالح روسيا، وفي مؤتمر صحفي عُقد في أبريل، ادعى مواطنان صينيان اعتقلتهما القوات الأوكرانية أنهما جُنِّدا عبر تطبيق تيك توك، منصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين.

تصدّر تطبيق تيك توك عناوين الأخبار هذا العام، وفي يناير، تحركت الحكومة الأمريكية لحظر التطبيق، إلا أن الإجراء أُلغي في النهاية بعد تدخل الرئيس دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة. 

وقد شكك الكثيرون في ممارسات تيك توك الأمنية، زاعمين أنه يجمع بيانات حساسة للمستخدمين.

الآن، تتصدر المنصة عناوين الأخبار مجددًا، مع انتشار فيديوهات تجنيد روسية مُنتجة باحترافية على تيك توك، اثنان من مستخدمي التطبيق لم يشاهدا الفيديو فحسب، بل انضما إليه.

من تيك توك إلى الخطوط الأمامية في روسيا

في 8 أبريل، أُسر وانج جوانج جون وتشانج رينبو في منطقة دونيتسك الأوكرانية، وفقًا لما أكده جهاز الأمن الأوكراني. 

قاتل أحد الجنديين مع اللواء 157 الروسي للبنادق الآلية، بينما خدم الآخر مع الكتيبة الأولى من اللواء 81 الآلي.

قال جوانج جون في مؤتمر صحفي في كييف: "بعض المنصات الصينية تُعلن عن رغبتها في القتال من أجل روسيا، مثل تيك توك"، ووصف الفيديوهات بأنها عالية الإنتاج، مما يجعل فرصة القتال من أجل روسيا تبدو جذابة.

قال جوانج جون: "رأيتُ فيديو مُعدًّا بإتقان على تيك توك، فسألتُ عن كيفية الانضمام"، وسرعان ما بدأ بالتحدث مع أحد المُجنّدين، موضحًا أن الخدمة في القوات المسلحة تُعتبر مرموقة في الصين، مما أثار اهتمامه.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بكين على علم بمثل هذه الفيديوهات التي تروج لتجنيد أشخاص، مضيفًا في مؤتمر صحفي: "ليس التجنيد السري هو المهم"، وأضاف أنه من المرجح وجود جهود سرية لتجنيد صينيين وأجانب آخرين في الجيش الروسي.

تكشف قصص جوانج جون ورينبو، عن مدى تأثير الدعاية الإلكترونية، ومدى سرعة تحول الاهتمام إلى تجنيد، حيث سرد جوانج جون رحلته من الصين إلى أوكرانيا، مدعيًا أن المجندين ضللوه.

الإقامة في فندق أربع نجوم لمدة أربعة دقائق

وصف جوانج جون وصوله إلى موسكو بداية 2025، حيث أقام في فندق أربع نجوم لمدة أربعة أيام مجانًا، حيث تناول الطعام والشراب واستمتع بالمدينة قبل إرساله إلى روستوف أون دون، ليخضع للتدريب لمدة 5 أيام في مواقع قتالية.

ووصل رينبو إلى موسكو في 20 ديسمبر 2024، وبعد أسبوع واحد في العاصمة، تم نقله هو الآخر إلى روستوف أون دون في 28 ديسمبر.

في روستوف أون دون، يقول رينبو إنه حصل على بطاقة مصرفية محملة بمبلغ 200 ألف روبل "حوالي 2400 دولار أمريكي". 

أكد أسيرا الحرب أنهما لا تربطهما أي صلة بالدولة الصينية، وليس لديهما أي خبرة عسكرية سابقة، ويأملان أن تُفضي شهادتهما إلى عودتهما سالمين إلى وطنهما، مع أن مصيرهما لا يزال غامضًا.

وقال رينبو "في الصين، وفقا للقانون، القتال في جيش أجنبي يعد جريمة"، واعترف الرجلان بأنهما لا يعرفان ما الذي ينتظرهما إذا تم إعادتهما إلى الوطن.