الداخلية السورية: مقتل راقصتين وإصابة آخرين في حادث ملهى الكروان الليلي (فيديو)

قررت وزارة الداخلية السورية، توقيف عدد من العناصر المسلحة، بعد تورطها في اعتداء على مدنيين داخل أحد أحياء دمشق، وذلك عقب انتشار تسجيلات مصورة توثق الواقعة داخل مطعم وملهى الكروان الليلي.
ونقلت الإخبارية السورية عن المكتب الإعلامي، بوزارة الداخلية قوله إنه تم تداول مقطع فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة، على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اعتداء عدد من العناصر العسكريين على مجموعة من الأفراد بأحد أحياء العاصمة.
وأشار المكتب الإعلامي للداخلية، أنه على الفور جرى اتخاذ جميع الإجراءات العاجلة لملاحقة الفاعلين وضبطهم، مشيرًا إلى أنه بعد التحقيقات الأولية ومراجعة التسجيلات تم التعرف على العناصر المتورطين بالاعتداء واعتقالهم وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
ويأتي هذا الإعلان، بعد ساعات من تأكيد المكتب الإعلامي، في الوزارة صحة الفيديو المتداول، والذي التقطته إحدى كاميرات المراقبة في منطقة المحافظة وسط دمشق، ويظهر الاعتداء الذي نفذه عدد من العناصر على مرتادي ملهى ليلي.
وكان المقطع قد أثار موجة واسعة من الانتقادات، على منصات التواصل الاجتماعي، إذ ظهر فيه مسلحون يهاجمون رواد المطعم والملهى ويعتدون عليهم بالضرب.

وأكد معلقون أن مجموعة مسلحة "غير منضبطة" نفذت الهجوم، وأسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين السوريين الذين كانوا داخل المطعم.
تتكرر الاعتداءات على حريات السوريين، على يد فصائل منضوية تحت مؤسسة الجيش السوري، في مناطق متفرقة من سوريا، لتزداد معها الانتقادات حول تجاوزات العناصر الأمنية والفصائل الموالية.
وكان آخرها الهجوم على ملهى ليلي في دمشق وسرقة محتوياته وترويع رواده، قبل أن تعلن وزارة الداخلية اعتقال المتورطين في الحادثة.
في حادثة أثارت استياءً واسعاً بين سكان العاصمة دمشق، اقتحم فصيل مسلح مكون من نحو 16 عنصراً ملهى ليلي في ساحة المحافظة قبل عدة أيام، وفقًا لما نقلته يورونيوز.

وكشفت التفاصيل، أن الفصيل اقتحم الملهى وقام مسلحوه بإطلاق النار داخل المكان ودمروا جزءاً كبيراً من معداته، وأرغموا زوّاره على النزول إلى الأرض، واعتدوا بالضرب على عدد من الشبان والشابات، وجرّدوهم من مصاغهم الذهبي وهواتفهم وأموالهم إذافة إلى سرقة خزينة الملهى.
الواقعة التي انتشر جزء منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت كيف وقف عناصر مسلّحون يرتدون زياً عسكرياً، وبدؤوا يضربون ويطلقون التهديدات بحق كل من يحاول الخروج من الملهى، مع تجاوزات لفظية طالت الحياة الشخصية للمواطنين.
ورغم حضور سبعة من عناصر الشرطة إلى المكان، إلا أن هؤلاء اكتفوا بالمراقبة دون التدخل المباشر، حرصًا على عدم اندلاع اشتباكات عنيفة قد تودي بحياة الموجودين في الملهى الحادث، حسب إفادات الشهود.
وبعد دقائق طلبوا دعم القوات الأمنية التي قامت بملاحقة عناصر الفصيل على الفور، وتم القبض عليهم.
ويوضح أحد سكان المكان، أن المنطقة معروفة تاريخياً باحتوائها على العديد من النوادي الليلية والمراكز الثقافية والترفيهية، حيث توجد الملاه منذ عقود، أن الملهى الذي تعرض للاقتحام مؤخراً، يوجد في مبنى فيه به ملهى آخر لم يتم الاعتداء عليه.
وبعد تداول الفيديو بشكل واسع، أعلنت وزارة الداخلية السورية، عبر مكتبها الإعلامي، توقيف عدد من الجنود المتورطين في الحادثة، وإحالتهم إلى القضاء، مؤكدة أن "سيادة القانون هي الأساس"، وأن "أي تجاوز أو اعتداء على المواطنين سيُقابل بإجراءات قانونية صارمة".
لكن هذه الإجراءات لا تزال تثير شكوكا لدى الكثير من السوريين الذين اعتادوا على سماع البيانات الرسمية دون أن يلمسوا محاسبة فعلية على الأرض.
الحادثة المشار إليها ليست الأولى من نوعها، بل تندرج ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف الحريات العامة والممتلكات الخاصة في سوريا.
ففي الأشهر الماضية، كثرت الحوادث التي قام فيها عناصر من الجيش أو الفصائل المسلحة بتفتيش الهواتف المحمولة في الشوارع، ومنع الشباب والفتيات من الجلوس معاً في الأماكن العامة أو الاختلاط في وسائل النقل الجماعي، مع التهديد والوعيد والضرب.
ففي واحدة من هذه الحالات، تم الاعتداء على مجموعة من الشبان المسيحيين في مدينة حماة، حيث جرى ضربهم وحلق رؤوسهم فقط، لأنهم كانوا يجلسون مع صديقاتهم في مكان عام، تبعها تصريح من الأمن العام، يشير إلى اعتقال أحد المشاركين في الحادثة وان القائمين بهذا الفعل عناصر لا تتبع لهم.