هل نظام الثانوية العامة الجديد اختياري أم إلزامي؟ تفاصيل مهمة للطلاب

أثار النظام المقترح للثانوية العامة في مصر الكثير من الجدل والارتباك بين الطلاب وأولياء الأمور، وسط تصريحات متضاربة حول ما إذا كان الانتقال إلى النظام الجديد اختياريًا أم إلزاميًا، وما هو مصير نظام "البكالوريا" المقترح؟
وفي مداخله هاتفية للكاتب محمد الشرقاوي، في برنامج صباح البلد على قناة صدى البلد، أوضح فيها العديد من النقاط المتعلقة بنظام الثانوية العامة الجديد في مصر، وأكد أن التغيير يتطلب رؤية واضحة من الدولة، وليس قرارات عشوائية.
البكالوريا ليست مجرد تطوير بل تغيير جذري
أكد الشرقاوي أن النظام المقترح للبكالوريا يمثل نقلة نوعية وليست مجرد تعديل في عدد المواد أو أسلوب التقييم، بل تغيير جذري في مفهوم المرحلة الثانوية، حيث تتحول الثانوية العامة من سنة واحدة (ثالثة ثانوي) إلى سنتين (ثانية وثالثة)، ما يستلزم تغييرًا في القوانين المنظمة ويتطلب موافقة البرلمان وحوارًا وطنيًا.

ثلاث أنظمة خلال عامين تسبب ارتباك للطلاب وأولياء الأمور
تحدث الشرقاوي عن وجود ثلاث أنظمة قائمة بالفعل:
- النظام القديم: للطلاب الباقين للإعادة من دفعة العام الماضي.
- النظام الجديد (2025): مطبق على طلاب الثانوية العامة الحاليين، ويتضمن 5 مواد فقط بمجموع 310 درجة.
- نظام البكالوريا: نظام مقترح لم يُقر بعد، وقد يُطبق على الدفعات القادمة بعد موافقة الجهات التشريعية.
وأشار إلى أن هذا التنوع في الأنظمة خلال فترة زمنية قصيرة يربك الطلاب ويشتت أولياء الأمور، مطالبًا برؤية حكومية واضحة لتوحيد مسار التعليم الثانوي.
لماذا التحذير من "نظام الاختيار" بين الأنظمة؟
حذر الشرقاوي من فكرة إتاحة الاختيار للطلاب بين النظامين، مؤكدًا أن الدولة يجب أن تتحمل مسؤولية تحديد النظام التعليمي الأفضل بناء على دراسات علمية، وأوضح أن البكالوريا تتضمن 9 مواد منها 3 لا تدخل في المجموع، مقارنة بنظام الثانوية العامة الجديد الذي يعتمد فقط على 5 مواد.
ومن أبرز مميزات النظام الجديد – بحسب الشرقاوي – أنه يتيح للطالب فرصة تحسين الدرجات حتى 6 مرات (4 مرات في الصف الثاني الثانوي، ومرتين في الصف الثالث الثانوي) وفي المقابل، النظام القديم لا يمنح هذه الفرصة سوى في "الدور الثاني" الذي يعطي فقط 50% من الدرجة الفعلية.
النماذج الاسترشادية هي وسيلة فعالة للتدريب وليس بديلًا للدروس
أشاد الشرقاوي، بالنماذج الاسترشادية المعروضة على قناة "مدرستنا" وموقع وزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أنها تقدم تدريبًا فعليًا على الورقة الامتحانية من حيث عدد الأسئلة وشكلها، إلا أنه أكد أنها لن تقضي على الدروس الخصوصية بمفردها.

أزمة الدروس الخصوصية وحلها الوحيد في المعلم والمدرسة
أوضح الشرقاوي أن حل أزمة الدروس الخصوصية يبدأ من داخل المدرسة، من خلال:
- سد العجز في أعداد المعلمين.
- عودة الطلاب للمدارس بشكل منتظم.
- رقابة صارمة من إدارات التعليم والموجهين على أداء المعلمين.
وأكد أن ضمير المعلم يمثل الركيزة الأساسية، تمامًا كما في مهنة الطب، حيث يميل البعض إلى إعطاء الأفضلية لعيادته الخاصة على حساب المستشفى الحكومي.
ورغم الترحيب بعودة الطلاب إلى المدارس تدريجيًا، يرى الشرقاوي أن ذلك لا يكفي، بل يجب أن يصاحبه تحسين جودة التعليم داخل الفصل، وأن يحصل الطالب على شرح متكامل داخل المدرسة دون الحاجة إلى انتظار شرح إضافي في دروس خاصة.