هل الزواج قسمة ونصيب أم حسن اختيار؟.. داعية يجيب
يراود كثير من الأشخاص سؤالًا هل الزواج قسمة ونصيب أم حسن اختيار، خاصةً في ظل مشاهدة تجارب كثيرة يمر بها الشباب والفتيات في رحلة البحث عن شريك الحياة، ويتداخل في هذا السؤال جانب ديني، وآخر إنساني وواقعي، يجعل الإجابة عليه تحتاج إلى فهم عميق لإرادة الله عز وجل، ومعنى الأخذ بالأسباب، وحدود حرية الاختيار ضمن مشيئة الله الواسعة.
وفي هذا الصدد يعرض موقع الأيام المصرية رؤية شاملة لهذا المفهوم من منظور ديني واقعي، ويبين أن الإنسان مأمور بالسعي، ومطالب بالتفكير، ومكلف بالاختيار، لكنه في النهاية لا يخرج عن علم الله وقدره.
هل الزواج قسمة ونصيب أم حسن اختيار؟
وفي هذا الصدد أجاب الداعية مصطفى حسني على هذا التساؤل قائلًا: الزواج عبارة عن اختيار للقسمة والنصيب، فإذا اراد الله شيئًا هيأ لها الأسباب، وقال نصًا: "إذا أراد ربنا أنك تخش في تجربة سعيدة هتخش في التجربة السعيدة وإذا أراد ربنا أنك تخش في تجربة ممكن تبقى مؤلمة تتعلم منها لأن الله يريد أن يرقيك ويفهمك، وإرادة ربنا هتسرى عليك"
وتابع حسني قائلًا: الزواج بذلك هو اختيارك لهذا عليك أن تأخذ بالأسباب، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنظر إليها ذلك أحرى أن يؤدم بينكما"، بمعنى أن تنظر لها فإذا شعرت بالقبول فعليك أن تقدم على خطوة الزواج ولكن إذا لم تشعر بالقبول فتراجع عن الخطوة، كما يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب التركيز على تصرفات الشخص الذي أمامنا وقال: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، فإذا كانت تصرفات الشخص تشير إلى أنه شخص سئ العشرة فيجب الابتعاد عن خطوة الزواج على الفور.
وأضاف حسني قائلًا: ولكن الأكيد أن الاختيار لا يخرج عن علم الله سبحانه وتعالى، لأن الله لا يمكن أن يكون جاهل بشيء، فالله هو العليم بكل شيء، فلا يوجد شئ في الماضي أو المستقبل خارجه عن علم الله تعالى، واختيار الشخص لا يخرج عن علم الله تعالى.
مصطفى حسني: القدر نوعين وهذا ينطبق على الزواج
واستأنف الداعية مصطفى حسني حديثه قائلًا: بعض العلماء صنفوا القدر لنوعين قدر مبرم وهو الشئ الذي قدره الله تعالى، وقدر معلق على فعل الشخص وسعيه.
واختتم حسني حديثه قائلًا: وينطبق هذا الأمر على الزواج، فالشخص لا يعلم هل زواجه من الشخص الذي أمامه مبرم أم معلق على سعيه واختياره لذا عليه السعي والأخذ بالأسباب والتفكير الجيد، وإذا اختار وتوكل على الله واستخار في هذه الحالة يكون قدر الله سائر في الشخص، وعليه أن يطمئن للعواقب سواء كانت العواقب سليمة أو جاءت العواقب فيها آلام يبقى ربنا هيعوض عليك والله اعلم.
