بعد انتشار صور سليمان عيد داخل النعش.. ما حكم تصوير الميت؟
انتشرت خلال الساعات الماضية فيديوهات أثناء تصوير جنازة الفنان الراحل سليمان عيد، وظهر بعض المصورين وهم يرفعون هواتفهم في محاولة لالتقاط صور للجثمان من داخل النعش، وأثار هذا الفيديو غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونجوم الفن، وأطلقوا على هذا التصرف أنه انتهاك لحرمات الميت.
وبعد تداول مقاطع الفيديو أصبح من الضروري توضيح حكم تصوير الميت داخل النعش، وفي هذا الإطار يوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية حكم تصوير الميت داخل النعش.
بعد انتشار صور سليمان عيد من داخل النعش.. ما حكم تصوير الميت؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم تصوير الميت بعد الوفاة داخل النعش، وأجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الموت هو انقطاع الحياة، ومعه تنقضي جميع الحقوق المتعلقة بالشخص الحي، ليبقى للميت حرمة يجب احترامها، مؤكدًا أنه لا يجوز الاعتداء على حرمة الميت بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك تصويره.
وأوضح عبد السميع أنه حتى بعد الوفاة تحدث تغيرات في شكل الإنسان وملامحه، قد تكون مؤلمة أو مشوهة، وبالتالي لا يجوز كشف هذه التغيرات أو تصوير الجثث بأي حال من الأحوال، مستدلًا بقول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، مؤكدًا أن هذا التكريم يمتد ليشمل الإنسان حتى بعد موته، مما يشمل أي فعل يهدد كرامته.
استثناءات قانونية.. تصوير الجثث في المشرحة
وفي هذا الإطار أوضح الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، أنه يجوز تصوير الجثث في المشرحة فقط عندما يكون التصوير ضروريًا لمعرفة أسباب الوفاة، مثل التحقيقات في الجرائم، مؤكدًا أن هذا الإجراء يعد استثناء، مشيرًا إلى أن الضرورات تبيح المحظورات بحسب ما ورد في الحديث النبوي الشريف، مضيفًا أنه لا يجوز نشر أي فيديوهات تتعلق بالجثث على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن هذا الأمر يعتبر من التعدي على خصوصية الميت ويجب أن يبقى محصورًا في القضايا القانونية فقط.
العقوبات القانونية في تصوير الميت
أما بخصوص العقوبات القانونية المتعلقة بتصوير الميت، فيواجه الشخص المتهم بتصوير الفيديو عدة اتهامات بموجب قانون العقوبات، أولًا يمكن أن يواجه تهمة انتهاك حرمة الموتى وفقًا للمادة 60 من قانون العقوبات، حيث يعاقب كل من أهان القبور أو دنسها بالحبس أو السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
ثانيًا: قد يعاقب الشخص أيضًا بتهمة الاعتداء على الحياة الخاصة، وفقًا للمادة 309 من قانون العقوبات، والتي تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة لكل من التقط صورًا لشخص في مكان خاص دون إذنه، كما تنص المادة 25 من قانون تقنية المعلومات على أن من ينتهك حرمة الحياة الخاصة أو ينشر صورًا تنتهك خصوصية الأفراد قد يتعرض لعقوبة حبس تصل إلى 6 أشهر أو غرامة مالية قد تصل إلى 100 ألف جنيه.
