لماذا سُمي محور فيلادلفيا بهذا الاسم ؟

لماذا سُمي محور فيلادلفيا بهذا الاسم، محور فيلادلفيا، المعروف أيضًا باسم محور صلاح الدين، هو منطقة استراتيجية تمتد على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وقد أصبح هذا المحور محط اهتمام كبير في الآونة الأخيرة، خاصة مع التصعيدات العسكرية بين إسرائيل وحركة حماس، ولكن لماذا سُمي بهذا الاسم؟ وهنا نستعرض لكم تاريخ هذا المحور وأسباب تسميته خلال السطور التالية:
تاريخ محور فيلادلفيا .. الترسيم التاريخي
يعود تاريخ محور فيلادلفيا إلى عام 1906، عندما تم ترسيم الحدود بين الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا التي كانت تحكم مصر، ويمتد المحور بطول 14.5 كيلومتر، ويعتبر شريطًا حدوديًا ضيقًا يفصل بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
سبب تسمية محور فيلادلفيا بهذا الاسم
تسمية "محور فيلادلفيا" ظهرت لأول مرة في الخرائط التي وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982-1983، ويُعتقد أن الاسم مستمد من مدينة فيلادلفيا الأمريكية، لكن لا توجد علاقة مباشرة بين المدينتين، ويُستخدم الاسم للإشارة إلى هذا الشريط الحدودي الذي أصبح نقطة توتر وصراع بين الأطراف المختلفة.

محور فيلادلفيا في اتفاقيات السلام
- اتفاقية كامب ديفيد: بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1979، تم تحديد المحور كمنطقة عازلة، ونصت الاتفاقية على انسحاب القوات العسكرية من جوانب المحور، مع السماح لكل من مصر وإسرائيل بنشر قوات محدودة العدد والعتاد للقيام بدوريات على جانبي المحور.
- اتفاقية أوسلو 2: في عام 1995، وافقت إسرائيل على إبقاء المحور كشريط آمن، بهدف منع تهريب المواد غير المشروعة والهجرة غير الشرعية، وقد تم تعزيز هذا الاتفاق من خلال "اتفاق فيلادلفيا" في عام 2005، الذي سمح بنشر قوات مصرية على الحدود.
الأهمية الاستراتيجية للمحور
ويعتبر محور فيلادلفيا نقطة حيوية لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات، حيث يعتقد أن الأنفاق التي تمتد تحت المحور كانت تستخدم لتهريب البضائع والأسلحة إلى غزة، وقد أصبحت هذه الأنفاق جزءًا من الاقتصاد السري في غزة، مما زاد من أهمية المحور.
ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس، أصبح محور فيلادلفيا ساحة معركة استراتيجية، وفي السنوات الأخيرة، زادت العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل للسيطرة على المحور لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة.
الأحداث الأخيرة وتأثيرها على المحور
في عام 2023، بدأت إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في محور فيلادلفيا، حيث اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن السيطرة على المحور ضرورية لأمنها، وقد أشار رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المحور يمثل "شريان أكسجين" لحماس، مما يستدعي السيطرة عليه.
محور فيلادلفيا هو أكثر من مجرد شريط حدودي؛ إنه نقطة التقاء للصراعات السياسية والعسكرية بين إسرائيل وحماس، ويعكس تاريخًا طويلًا من التوترات، وتسميته بهذا الاسم تعود إلى ترسيمات تاريخية، لكن الأهمية الاستراتيجية للمحور في الوقت الحالي تجعله محط أنظار العالم، ومع استمرار الأحداث، يبقى محور فيلادلفيا رمزًا للصراع المستمر في المنطقة.