الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تمول جهادي أصبح قيادي بتنظيم القاعدة (وثيقة)

أظهرت وثائق سرية حصلت عليها شبكة فوكس نيوز مؤخرًا أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، دفعت رسوم الدراسة الجامعية للإرهابي الأميركي المولد أنور العولقي في جامعة ولاية كولورادو، الذي أصبح فيما بعد شخصية مركزية في تنظيم القاعدة، قبل سنوات من مقتله في غارة أميركية بطائرة بدون طيار.
وتظهر نسخ من الملف الذي يعود تاريخه إلى يونيو 1990، والذي تم تداوله عبر الإنترنت، أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية منحت طلب العولقي الحصول على تأشيرة تبادل بعد أن ادعى بشكل احتيالي أنه مواطن يمني.

وتنص الوثيقة على أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قدمت "تمويلاً كاملاً" للعولقي باعتباره طالباً من الفئة J-1 بسبب وضعه المزعوم كمواطن يمني، وتمنح وزارة الخارجية الأميركية منحاً دراسية من الفئة J-1 للطلاب الأجانب الذين يرغبون في الحصول على تأشيرات قصيرة الأجل.
ولد العولقي في لاس كروسيس بولاية نيو مكسيكو لأبوين يمنيين، ثم نشأ في الولايات المتحدة واليمن، وأصدرت مذكرة اعتقال بحق العولقي بتهمة الاحتيال في عام 2002، لكن تم سحب أمر الاعتقال، وفقا لمؤسسة الأبحاث والأرشيف التابعة لجامعة جورج واشنطن.

ويؤكد هذا النموذج، المؤرخ في عام 1990، أن أنور العولقي كان مؤهلًا للحصول على تأشيرة تبادل وأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية توفر "تمويلاً كاملاً" لدراساته في جامعة ولاية كولورادو"، بحسب ما ورد في تقرير في عام 2015.

وتدرج الوثيقة مكان ميلاد أنور بشكل غير صحيح على أنه صنعاء، عاصمة اليمن، وهو ما قاله لاحقًا إنه كان كذبًا متعمدًا بناء على حث المسؤولين الأميركيين الذين عرفوا والده حتى يتمكن من التأهل للحصول على منحة دراسية مخصصة للمواطنين الأجانب.
وعندما طلب منه إدراج عنوان على الوثيقة، كتب العولقي أنه تحت رعاية "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية/صنعاء"، وفي عام 1994 تخرج من جامعة ولاية كولورادو، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية.

لكن بعد انتهاء دراسته، بدأ العولقي العمل في مدن مثل دنفر في ولاية كولورادو؛ وسان دييجو في ولاية كاليفورنيا؛ وفولز تشيرش في ولاية فرجينيا، حيث التقى عضوين سيئي السمعة من المجموعة التي اختطفت الطائرات في 11 سبتمبر 2001: خالد المحضار ونواف الحازمي.
وفي نهاية المطاف، بعثت إليه امرأة تدير خدمة مرافقة يرتادها العولقي برسالة مشؤومة، قالت له إن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية يُدعى "ويد" زار "فتياتها" وكان يسأله أسئلة عنه، فقام بالفرار من البلاد، حتى لا يتم الكشف عن أفعاله المشينة.

وقضى العولقي مدة في بريطانيا، ومنها إلى اليمن، وبحلول نهاية حياته، أصبح العولقي مسؤول الدعاية الرئيسي لفرع القاعدة، وبدأ في تشجيع الجهاد العنيف، وتم اعتقال العولقي في عام 2006، حيث اعتبرته الولايات المتحدة متعاطفاً مع الإرهابيين.
وقد أُطلق سراحه من السجن في اليمن في العام التالي، بعد أن زعم مسؤول أمني يمني أنه تاب، ولكن بحلول عام 2009، ارتبط اسمه بإطلاق النار في قاعدة فورت هود، فضلاً عن محاولة تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد.
وفي نهاية المطاف، وضعته إدارة أوباما على قائمة الأهداف، وأصدرت تصريحا بتنفيذ عمليات للقبض عليه أو قتله، وفي 30 سبتمبر 2011، تم الإعلان عن قتل العولقي في غارة بطائرة بدون طيار، حيث أعلم أوباما "مقتل العولقي" الذي يعد هزيمة تنظيم القاعدة.
وشمل تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ملايين الدولارات لمختبر كوفيد في الصين، و38 مليون دولار لأبحاث فيروس نقص المناعة البشرية بين المتحولين جنسيًا، و2.5 مليون دولار للسيارات الكهربائية في فيتنام، وآلاف الدولارات للكتب المصورة للمتحولين جنسياً في بيرو.
وفي نفس اليوم، قال موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنهم مُنعوا من الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر التابعة للوكالة. كما تم إغلاق موقع الوكالة الإلكتروني اعتبارًا من صباح يوم الاثنين، واحتج البعض على جهود إدارة ترامب لإغلاق الوكالة الشهيرة
والآن تم غلق الموقع الحكومي الرسمي للوكالة الأميركية للتنمية الدولية وأي روابط سابقة لصفحات الموقع على الويب، لكن قاضيا فيدراليا أوقف مؤقتا خطة إدارة ترامب لوضع نحو 2200 موظف في الوكالة في إجازة، وستظل الخطة سارية المفعول حتى 14 فبراير.
ويواصل ترامب جهوده لإغلاق الوكالة وسط احتجاجات حاشدة، مؤكدًا في مقابلة مع بريت باير من قناة فوكس نيوز بثت يوم الأحد: "يتعين علينا حل مشكلة الكفاءة. يتعين علينا حل مشكلة الاحتيال والإهدار والإساءة ـ كل الأشياء التي دخلت الحكومة".