الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا الرقمية، تبرز تساؤلات حول مصير هويتنا الرقمية بعد الوفاة. فالحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والسجلات الطبية، وغيرها من البيانات الرقمية، تشكل جزءًا هامًا من حياتنا المعاصرة، ولكن، ما الذي يحدث لهذه البيانات عندما نفارق الحياة؟ كيف يمكننا ضمان حماية خصوصيتنا الرقمية بعد الوفاة؟ وهل هناك آليات قانونية وتقنية قادرة على التعامل مع هذا التحدي الجديد؟

كشفت دراسة حديثة بعنوان «الإثارة، والخرافة وانعدام الثقة الكبير - كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي» أن 55 % من المستهلكين يعتقدون أن هويات المتوفين معرضة للسرقة، حيث لا يراقب أحد ما يحدث للمعلومات المنشورة عبر الإنترنت عادةً. 

في حين يجد 32% باستطلاع الرأي أن إعادة إنشاء حضورهم عبر الإنترنت بواسطة الذكاء الاصطناعي، أمرًا مقبولاً، ويعارض 42% منهم ذلك بشدة، مما يبرز القضايا غير المحسومة بشأن الخصوصية والاحترام في العالم الرقمي.

وفق تقرير الملخص العالمي الرقمي لعام 2024، والذي أجرته شركة Kepios، يستخدم 95% من مستخدمي الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي شهريًا. 

وقد شهدت الفترة بين شهري يوليو 2023 ويوليو 2024 زيادة عدد الهويات عبر الإنترنت بمقدار 282 مليون هوية. مع تزايد عدد المتفاعلين عبر الإنترنت وتوسع بصماتهم الرقمية، زادت أهمية محاذير الخصوصية، والإرث، والاستخدام الأخلاقي للهويات الرقمية.
بجانب ما سبق، يعتقد 67% من المستهلكين أن رؤية صور أو قصص عن المتوفين قد تكون مزعجة للمقربين منهم. ومع ذلك، يعتقد 42% أنه ليس هناك حد زمني للعثور على كل صورة، أو مقطع فيديو، أو تسجيل صوتي متعلق بشخص معين يُنشر عبر الإنترنت. 
وبما أن الإجراء الوحيد الذي يمكن للمستهلكين اتخاذه للتحكم في بصمتهم الرقمية بعد الموت يتمثل في تضمين تعليمات في وصيتهم، يعتقد 65% من الأشخاص أنه يجب لمن يمتلك حضورًا عبر الإنترنت أن يحدد في وصيته ما يجب فعله ببياناته وحساباته الاجتماعية.
غالباً ما يتم تجاهل مسألة إدارة البصمة الرقمية في الأنشطة اليومية عبر الإنترنت. ومع ذلك، تؤكد نتائج الاستطلاع على نقطة بالغة الأهمية، حيث يدرك عدد كبير من المشاركين إمكانية تسبب الهويات المسروقة في مشاكل شخصية هائلة للمستخدمين أو أحبائهم. ونظراً لهذه المخاطر، فمن الحكمة اتخاذ تدابير استباقية لتعزيز الخصوصية وحماية الهويات الرقمية.. وبذلك، يمكن للأفراد ضمان أمن واحترام حضورهم عبر الإنترنت، أياً كان الأمر.

لتعزيز خصوصية المستخدمين، ينصح باستخدام حل أمني حديث لمراقبة البيانات الشخصية التي تعالجها التطبيقات بسهولة والحد من جمع البيانات إذا تطلب الأمر، الحفاظ على تحديث نظام التشغيل، والمتصفح، وأي برمجية أمنية، إذ غالباً ما تتضمن التحديثات إصلاحات للثغرات الأمنية التي يمكن استغلالها.

تم نسخ الرابط