هل صنع سلوت فريقا متكاملا؟.. مواجهة مانشستر سيتي كلمة السر (تحليل)

“عليك أن تكون مثاليًا أمام مانشستر سيتي، في بناء اللعب، في الضغط العالي، في الدفاع المتأخر، اليوم أثبتنا أننا فريقًا متكاملًا”
كان هذا أول تصريح من الهولندي آرني سلوت، مدرب ليفربول عقب فوزه الثمين على حساب نظيره مانشستر سيتي بثنائية نظيفة في المباراة التي جمعتهما في إطار منافسات الجولة الـ 13 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليج”.
بتلك النتيجة، أوسع ليفربول الفارق مع مانشستر سيتي في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي ليصل الريدز إلى 11 نقطة محرزًا 34 نقطة في الصدارة، بينما توقف رصيد مانشستر سيتي عند النقطة 23 بالمركز الخامس.
ويسرد لكم موقع الأيام المصرية أبرز النقاط التحليلية التي توضح سر تألق كتيبة ليفربول أمام مانشستر سيتي الجريح هذا الموسم.
نظرًا لما يعانيه مانشستر سيتي خلال هذا الموسم من تراجع كبير في مستواه وهو العكس تمامًا مع ليفربول، لم يدخل المباراة مرشحًا للفوز لأول مرة منذ الموسم الأول لبيب جوارديولا مع السيتيزن، الفريق لم يفز في 6 مباريات متتالية بجميع المسابقات في ظاهرة أول مرة تحدث لمشوار بيب جوارديولا التدريبي.
ليفربول بدأ بطريقته المعتادة 4/3/3 بثلاثي هجومي كودي جاكبو ولويس دياز ومحمد صلاح، الثلاثي الذي شكّل خطرًا كبيرًا على دفاعات السيتي من خلال التمريرات القطرية في المساحات الفارغة خلف والكر وآكي.
بدأ دياز بالتراجع إلى مناطق بين الخطوط، مع تحركات لاعبي خط الوسط في الوقت نفسه، كان ماك أليستر يتراجع بجانب جرافينبرخ، أما دومينيك سوبوسلاي، فكان غالبية الوقت هو اللاعب الذي يتقدم من خط الوسط عبر الممرات الداخلية التي تشكلت بهبوط دياز إلى مننتصف الملعب وركوض جاكبو وصلاح من خلف الأظهر نحو المساحة التي تم خلقها.

مع محاولات مانشستر سيتي بمواصلة وزيادة الضغط على ليفربول أدى لوجود مساحات خلف اللاعبين، تراجع ماك أليستر كان ذكيًا لأنه جذب ثنائي خط وسط سيتي، هذا أوجد مساحة لدياز للتراجع والتعاون مع سوبوسلاي، بينما جرافينبرخ أخذ الجبهة اليمنى في عملية لتشتيت وسط مانشستر سيتي الهجومي برناردو سيلفا وفودين.
دياز سحب مدافعي سيتي دياز وأكانجي إلى منطقة الوسط، فاستغل صلاح وجاكبو المساحات خلفهم، وإذن نظرنا إلى الهدف الأول سنرى تعاونًا مبهرًا بين ثنائي الهجوم في استغلال نقاط الضعف تلك.

أول تلت ساعة من المباراة، ليفربول مهيمن على كافة تفاصيل المباراة بجانب تمريراته الأمامية المميزة، نجح الريدز في فشل معظم محاولات سيتي لبناء الهجمات من عمق الملعب بالضغط المكثف، أجبر ليفربول لاعبي السيتي للتوجه دومًا نحو أطراف الملعب بسبب غلق العمق بطريقة مميزة ومحكمة للغاية، كان دياز يتراجع إلى خط الوسط للضغط، مما أتاح لماك أليستر أو سوبوسلاي التقدم لدعم الجناح والظهير.
مع إصرار فريق جوارديولا على البناء من الخلف عبر التمريرات القصيرة، تمكن ليفربول من خلق هجمات بفضل استعادة الكرة في منتصف ملعب سيتي وكان من الممكن بسهولة أن ينتهي الشوط الأول بنتيجة أكبر من هدف وحيد.

في الدقيقة 30 بدأ مانشستر سيتي يدخل المباراة ذلك بحفاظه على تقدم الريدز بهدف نظيف نفذ جوارديولا أسلوبه بالاعتماد على تشكيل 3-2-4-1 خلال حيازة الكرة، وبالقطع ساعده على ذلك اعتماد سلوت على بلوك منخفض للضغط واستقبال اللعب لعدم استنزاف الفريق لطاقته، بدأ سيتي في تحريك الكرة بشكل أفضل لاستعادة السيطرة على المباراة، وانتقل مانويل أكانجي من مركز قلب الدفاع إلى دور المحور المزدوج بجانب برناردو سيلفا، بينما أعاد خط الدفاع توازنه للعب بثلاثي دفاعي.
على الرغم من هذه التعديلات، لكن الفريق افتقر أن يشكل تهديدًا حقيقيًا، بقي ريكو لويس في العمق بدلًا من التحرك إلى الجانب الأيمن في حين أن كايل ووكر نادرًا ما تقدم للأمام.. على الجهة اليسرى، تمركز ماتيوس نونيس على الجانب اليمين.

براعة دفاع ليفربول أمام هجمات مانشستر سيتي
برغم نجاح محاولات مانشستر سيتي من إيصال الكرة إلى داخل منطقة جزاء ليفربول إلا أن التكتلات الدفاعية التي شكلها سلوت وكتيبته أمام منطقة جزاءهم كانت أقوى من كل تلك الهجمات.
مع صعوبة التسديد على المرمى، تعامل جو جوميز والذي عوض غياب إبراهيما كوناتي بطريقة أكثر من رائعة وفيرجيل فان دايك بسهولة مع أي عرضيات.
تراجع جاكبو إلى موقع دفاعي أعمق بكثير، بينما انتقل جرافينبرخ إلى الجهة اليمنى لدعم ألكسندر أرنولد في مواجهة دوكو، في الوقت ذاته، حافظ دياز على تمركزه في العمق لمنع عبور أي تمريرة عميقة، وظل صلاح وحيدًا في الهجوم متأهبًا لأي هجمة مرتدة.
