يشهد العالم حاليا تغيرات كبيرة على نطاق واسع بسرعة لا يتخيلها استيعاب العقل البشرى العادي .. فأصبح التطور السريع للتكنولوجيا في العالم اجمع وتوغلها في عمق الأشياء والتفاصيل أمرا واقعيا لا يمكن انكاره.
فمع بداية اعلان بعض الشركات في العالم عن الروبوتات ويقدر ثمنه كما تم الإعلان عنه بحوالي 25 الف إلى ثلاثون الف دولار وسيطرح قريبا في الأسواق العالمية (كما تم الإعلان عنه رسميًا) وكما قيل انه سيكون عدده بالمليارات وليس الالاف على سبيل المثال مما يعنى انه سيغزو العالم ومع انتشاره سيتم نزول أسعاره الى متناول الجميع في القريب جدا على ما أظن .. وكما تم الإعلان عنه انه يساعد في الاعمال المنزلية وتربية الأطفال وكذا في الاعمال البديلة للإنسان والقيام بمهامه ..
ولعل السؤال الذى يراودني عزيزي القاريء هل نحن جاهزون لهذه الثورة التكنولوجية العالمية الهائلة الجديدة خاصة في وجود حقائق مثل وجود شعوب ودول مازالت تبحث عن احتياجتها الأساسية كالمأكل والملبس والمشرب والعلاج والمسكن ..الخ ..
هل الدول الناشئة مستعدة لمواكبة هذا التطور الرهيب في علوم التكنولوجيا ووجود الألة في حياتنا اليومية أم ان توغلها في الحياة اكثر مما يجب سيزيد من اتساع الفجوة بين الدول وبعضها البعض حتى يحدث انقسام واضح بينهم بين عالم يبحث عن احتياجاته الأساسية وعالم اخر غارق في التقدم التكنولوجي والذى سينعكس مما لا شك فيه على كل شيء في الدول المختلفة.
هل سيتم تحجيم هذا التقدم بما يفيد البحث العلمي والبشرية والتقدم الأمن ام من الممكن ان نستيقظ يوما على عالم يحارب فيه الروبوتات بعضها البعض لصالح الدول المختلفة وبذلك ستبيد البشرية بأثرها.
عزيزي القارىء دعنا نتفق سويا على ان التكنولوجيا ووجودها من الأمور الهامة للغاية ونحن نتفق اننا لسنا ضدها ولكن نحن ضد ما يكون له انعكاس سلبى على بنو البشر والفطرة التي فطرنا الله عليها .. ولعلنا نتفق ان العلم والعقل ان لم تشغله بما ينفع شلك بما يضر وان لم تتحرك الدول لتحجيم الآثار السلبية القادمة وتحجيمها ستصبح البشرية تحارب مجهولا يحارب البشرية وسينزلق العالم في نفق مظلم لا نهاية له لا قدر الله في صراعات غير متكافئة.
أتمنى عزيزي القارىء ان تتمكن دول العالم من عمل اتفاقيات تحجم الاستخدام السلبى للتكنولوجيا حتى لا يكون تأثيرها مثل القنبلة النووية لا قدر الله .. ولعلنا ندق ناقوس خطرا ربما يحدث او لا يحدث ولكن علينا ان نفعل ما علينا ونكون اكثر وعيا لما هو قادم حتى لا نجبر على دخول نفق لا يناسبنا وسيصعب الحياة على بنو البشر ..
والله اعلى واعلم.
وإلى لقاء اخر نبحر فيه سويا عزيزي القارىء في سماء العالم .