وقف إطلاق النار في لبنان.. من المنتصر حزب الله أم إسرائيل ؟
بعد أن بات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في حيز التنفيذ، والذي استمر أكثر من عام منذ الثامن من أكتوبر العام الماضي، ثم ذروة التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في 23 سبتمبر الماضي، يتساءل كثيرون من الذي انتصر في حرب لبنان، هل حزب الله أم إسرائيل.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل خلال السطور التالية:
وقف إطلاق النار في لبنان
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان استقبل بترحاب عالميًا واسعًا، بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم حفاظًا على مصلحة الشعب اللبناني صاحب الأرض.
كما أعربت عدد من الدول العربية والإسلامية أبرزها مصر عن ترحيبها الكبير بتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدين على دعمهم للمؤسسات اللبنانية ولا سيما الجيش اللبناني وتطبيق القرار الأممي 1701 لعودة الاستقرار في لبنان، إلا أن هناك تخوفات دولية من اختراق طرف من الأطراف لاتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان، ما يعود التصعيد مرة أخرى بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي مع سقوط عدد كبير من المدنيين اللبنانيين ما بين شهيد وجريح والعودة إلى مربع الصفر.
من الذي انتصر في حرب لبنان حزب الله أم لبنان ؟
يرى محللون أن وقف إطلاق النار في لبنان تم تنفيذه بدون حسم المعركة لصالح طرف من أطراف الصراع، حيث لم يستطع أحد منهم تحقيق أهداف الحرب سواء حزب الله أو إسرائيل.؟
ولم تستطع إسرائيل إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بالقوة العسكرية، وفشلت في إضعاف القوة العسكرية لحزب الله سواء عن طريق تفجيرات أجهزة البيجر من الناحية الاستراتيجية، ثم اغتيال أغلب أعضاء وقيادات حزب الله أبرزهم حسن نصر الله أمين الحزب وخليفته هاشم صفي الدين في ضربات عنيفة بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعد موافقة حزب الله على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان مؤشر على تراجع الحزب عن إسناد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، حيث كان الهدف الرئيس من قيام حزب الله بشن مناوشات مع الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر العام الماضي هو إسناد جبهة قطاع غزة في الحرب التي اندلعت قبل هذا التاريخ بيوم.
وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في معظم خطاباته قبل رحيله أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار على الاحتلال الإسرائيلي إلا بانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ووقف العدوان على القطاع، إلا أن في نهاية المطاف وافق حزب الله على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي دون وقف الحرب في غزة.
وبناء على ما سبق يعكس هذا أن الطرفين لم يحققا أي هدف معلن في هذه المعركة الدموية، فنتنياهو وافق على وقف الحرب بسبب احتياج الجيش إعادة التسليح وتعرضه للإرهاق، فيما وافق حزب الله على وقف إطلاق النار بسبب ما تعرضه من ضربات موجعة باغتيال قياداته البارزين وإعادة ترتيب الأوراق، رغم أن الحزب يستطيع الصمود لمدة سنتين من الناحية العسكرية.