الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ملفات بيبي.. أخطر فيلم وثائقي عن فساد وفضائح نتنياهو يهز عرش إسرائيل

فيلم ملفات بيبي يهز
فيلم ملفات بيبي يهز إسرائيل

يكشف فيلم "ملفات بيبي" عن المخالفات التي طالت بنيامين نتنياهو منذ بدء حرب في غزة للهروب من فضيحة فساده، حيث يعتمد الفيلم المثير الذي أخرجه أليكسيس بلوم على تسجيلات مسربة لاستجواب نتنياهو من قبل الشرطة، وهو ممثل ماكر بقدر ما هو مستبد قاس.

ويوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية أهم ما جاء من مخالفات ضد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، مما يعد قنبلة هزت عرش الاحتلال الإسرائيلي. 

فيلم “ملفات بيبي” يفضح نتنياهو بتهمة الفساد والرشاوي

"ملفات بيبي"، من إخراج أليكسيس بلوم، فيلم وثائقي استثنائي وضروري، يتتبع فضيحة الفساد التي حاصرت نتنياهو ويتحدث عن الاتهامات التي كان يحاول التخلص منها منذ عام 2019، عندما وجهت إليه لأول مرة تهم الرشوة والاحتيال، غيرت هويته كسياسي.

إن أليكسيس بلوم، مخرجة تعود إلى طفولة نتنياهو وقصة حياته ــ شقيقه الأكبر الذي قاد "الغارة على عنتيبي" ومات فيها ليبدأ بيبي حياته المهنية على خلفية بطولة شقيقه، وما تبين أنه مهارة نتنياهو المذهلة كمتحدث باسم إسرائيل. 

"ملفات بيبي": أخطر فيلم وثائقي عن فساد وفضائح نتنياهو يهز عرش إسرائيل

لم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يصبح نتنياهو رئيساً للوزراء، ولكن مع تصلب موقفه المناهض للإرهاب، بدأ في تقويض أركان الديمقراطية الإسرائيلية، وبحلول الوقت الذي حاول فيه تحييد المحكمة العليا قبل عامين، كان قد ألقى البلاد بأكملها في حالة من الفوضى. 

إن نتنياهو ليس أول حاكم يستخدم الحرب للحفاظ على سلطته، ويشير الفيلم إلى أنه من المرجح أن ينتهي به المطاف في السجن على أي حال، (وقد اتُهم الآن بتزوير سجلات الهاتف).

إن "ملفات بيبي" فيلم وثائقي مهم، لأنه يتناول الصورة الكبيرة لكيفية ترسخ بنيامين نتنياهو لدرجة أنه أعاد تشكيل إسرائيل على صورته، بنفس الطريقة التي فعلها ترامب في الولايات المتحدة وسيحاول الآن القيام بأكثر من ذلك. 

يقدم الفيلم حجة قوية مفادها أن تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين في السياسة الإسرائيلية، لإطالة أمد المذبحة في غزة لمحاولته التهرب من التهم الموجهة إليه، وطالما استمرت الحرب، فإنها تصبح ذريعة له للبقاء في منصبه، ويزعم الفيلم الوثائقي أن نتنياهو مرعوب من الإطاحة به وسجنه. 

"ملفات بيبي": أخطر فيلم وثائقي عن فساد وفضائح نتنياهو يهز عرش إسرائيل

فعندما يُتَّهَم زعماء الدول بالفساد، فقد أطاح ريتشارد نيكسون بسلسلة من الجرائم. 

وأشرف رونالد ريجان على فضيحة إيران كونترا (وهي جريمة كانت في رأيي أكثر خطورة من فضيحة ووترجيت). 

واتهم دونالد ترامب بارتكاب جرائم تتراوح بين التدخل في الانتخابات والاعتداء الجنسي لذا عندما تسمع عن الفضيحة التي استهلكت نتنياهو، فقد تبدو في البداية تافهة بشكل صادم بالمقارنة. 

فهو متهم بالرشوة والاحتيال، وهي جوهر الاتهامات المتعلقة بالهدايا التي تلقاها ــ وهو نمط من استغلال "كرم" الأصدقاء الأثرياء والمؤثرين، وأباطرة المال الذين أغدقوا على بيبي وزوجته سارة سيجار كوهيبا، وأنهار الشمبانيا، والمجوهرات باهظة الثمن.

ولكن إسرائيل مكان مختلف، فبعد ستة وسبعين عاما من تأسيسها، تظل دولة متقشفة روحيا، متجذرة في الروح الاشتراكية العارية للكيبوتس، ويبرز ميل نتنياهو إلى العيش في رفاهية، وقد ازداد هذا الميل خلال الأعوام السبعة عشر التي تولى فيها منصب رئيس الوزراء. 

في إسرائيل يعتبر نمط قبول الهدايا مثل هذه مخالفة خطيرة وخاصة عندما يبدو الأمر وكأن الخدمات قد تم ردها ــ على سبيل المثال، قانون الضرائب الذي اتهم نتنياهو بالخضوع له لصالح صديقه الحميم، المنتج الهوليوودي الإسرائيلي أرنون ميلشان. 

يتضمن فيلم "ملفات بيبي" مقابلات مع العديد من الأصوات المهمة في إسرائيل (سياسيون، وصحافيون، ورئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت)، لكن جوهر الفيلم هو سلسلة من الاستجوابات المسجلة رقمياً ـ لنتنياهو وشركائه ـ والتي تم تسريبها سراً إلى صناع الفيلم. 

ونرى بيبي جالساً في مكتبه البسيط، وعلى أحد جانبي مكتبه علم إسرائيل وعلى الجانب الآخر آلة تمزيق وثائق، بينما يطلب منه المحققون من الشرطة تأكيد أو نفي تفاصيل الجرائم التي يتهم بارتكابها، وهذا أمر مثير للاهتمام.

إن شخصية نتنياهو أثناء الاستجوابات هي شخصية ذات نزاهة ذاتية محسوبة. وتتلخص استراتيجيته في الإنكار والإنكار والإنكار وعدم تذكر أي شيء، وهناك مقطع فيديو له وهو يقول "لا أتذكر"، وهو ما يمثل وفقاً للفيلم إجابته على 95% من الأسئلة. 

ثم يسمع تسجيلات صوتية لشهود يصفون تجاوزاته والصفقات غير القانونية التي أبرمها (مثل عندما سهّل قروضاً مصرفية بقيمة 250 مليون دولار لقطب الهواتف المحمولة الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش، وفي المقابل حصل على السيطرة التحريرية على موقع "والا" السياسي الشبابي الشهير). 

يستحق نتنياهو الاستقالة في عام 2019، عندما تم تقديمه لأول مرة للمحاكمة بتهمة القتل؛ ونصحه محاميه بذلك، وإعلان انتهاء مسيرته السياسية، لكنه تمرد، ووفقًا لرئيس الوزراء السابق أولمرت، "كان يتحدى النظام، وقال: لا، أنا في الأعلى، أنا في الخارج. لا أحد يستطيع أن يمسني". 

لا يهتم هؤلاء القادة بمن أو ماذا يسقطون معهم، وفي حالة بيبي، بدأت الأضرار الجانبية تشمل ليس فقط ضحايا الحرب في غزة ولكن إسرائيل نفسها.

تم نسخ الرابط